كوميديا الطب البشري.. الحلقة الخامسة والأخيرة

( نهاية رجل شجاع )



(الدلاع  الطازة...مقطع من الحوازة)

     تنادي في حسرة وأنت جالس في زاويتك الظليلة التي تتكرر عليها كل صباح منذ سحبت رخصتك بعد مشاركتك في العملية التي بتر فيها الدكتور خليفة (البصير) ذراع مريض مصاب بقدم السكري...شيء محزن بالطبع ...ولكن ما يقطع القلب حقا هو عدم وجود دلاع أمامك.
     (سم) ... تقولها (حلومة) في قرف وهي ترمي لك غداءك...لا تهتم, فهي من الجيل (العكاوكي) القديم الذي يؤمن بأن أقرب طريق للوصول لقلب الرجل هي عبر اختراق قفصه الصدري, كما أن وفاة (تساو لونغ) المفاجئة إثر جرعة زائدة من الحويرة قد جعلتك تؤمن بمبدأ البيجو ( قوة التحمل أهم من الليونة) و هو ما كان السبب في اختيارك لها كبديل محلي (نص عمر).
      تنهي غذاءك في ذل ثم تذهب لتنام للحظات يوقظك بعدها صوت يسقطك عن سريرك....تستعيذ بالله ثم تخرج فترى كيانا هو عبارة عن شاربين يتدلى منهما رجل...تقترب في حذر لتجد أنه جارك الجزار (عاشور الشاقور) ...تسلم عليه فيبلغك دون مقدمات بأن ابنك لقي حتفه في كمين كاميكازي نصبته له بيجو على الطريق الساحلي..تسود الدنيا في عينيك وتتهاوى في وهن بينما يفر عاشور تتبعه شواربه لكأنه ألقى لتوه برضيع على باب جامع.
     تحت ضغط الجموع يوافق عاشور على مضض أن ينقلك للمجمع في مؤخرة الداتسون التي تفوح برائحة (الفرت)... يتم إنزالك في الطوارئ فيأتي بواب أسود ضخم ليقوم بعملية الفرز (ترِيَاج) بتفتيش رأسك بحثا عن الدماء, تنظر له (على مراحل) وتفكيرك ينصب على محاولة معرفة شيئين : المصدر الذي استقى منه الأخ (عيدي أمين) معلوماته الطبية و كيفية استقراره على الأرضية دون أساسات...!!!
   بعد عدة محاولات يفشل (شاكيل أونيل) في العثور على أية دماء باستثناء تلك التي خرجت من أنفك عندما اشتممت رائحته, يقف بعدها ليعلن أن الإغماء دون ضربة على الرأس هو من اختصاص (المستشفى) و يتحدى أي (راجل) من الحضور أن يناقش قراره.... و دون إضاعة  مزيد من الوقت في بحث لا طائلة منه عن رجل, يجتمع الحضور للتناقش في كيفية التصرف  مستغلين اشتغال (مايك تايسون) بصفع امرأة عجوز تأوهت بصوت مسموع, وأثناء احتدام النقاش و تطوع البعض لضربك على رأسك _وأداً للخلاف_ يخترق الجموع قبقاب خشبي يصيب (كونتا كينتي) بين عينيه طابعا الرقم 47 على جبهته لينهار بعدها بين الجموع المهللة في مشهد يذكرك بـ(أصبح الصبح) ...تنظر لـ(حلومة) في عز وأنت تراها تُغمد قبقابها في رجلها كمحارب الساموراي ثم تلتفت إلى الجسد الذي يشغل نصف الصالة وتتمتم في تشفي:(آهم الرجالة).
     رحلة أخرى في الداتسون الزكية تنتهي في المستشفى..يتم إدخالك للقسم بعد تشخيصك بفقر الدم الحاد فتجد الدكاترة (متمرفقين) كصاحبي سيارات الاسمنت ..الكل يقول (تفضل) دون أن يقوم من الظل ثم يشير إلى من يمكن أن تجد عنده حاجتك...وفي النهاية يخصص لك سرير في غرفة انتهت عاملة التنظيف لتوها من شطفها بمنظف بعطر النابلم..
     زملاؤك في الغرفة معروفون...لا بد من عجوز متهالك تحيط به نساء كـ(خيام الجيش) ويتقافز من حوله عفاريت يتسلون بـ(تمزيط البوشبو) بينما هو لا يفعل شيئا سوى طلب كوب من الماء, السعال و تلاوة الشهادتين ثم التظاهر بالموت بينما تطلق النساء صفارات الإنذار متحسرات على أيام لعبه المتخطي مع الفلاقة, ولا يثنيهن عن الصياح إلا قيام أحد الحضور بصب الماء في أذن العجوز مثبتا أنه على قيد الحياة لتبدأ الدورة من جديد.وهنالك أيضا ذلك  الشخص الذي يمضغ الفجل في حماسة وهو يتلو على الحاضرين آخر معلوماته الطبية التي سمعها في تونس عندما تم (تسريح رواياه) في عيادة دكتور متخصص في الجرثومة (ودورها أنت الجرثومة...!) ومن حين لآخر يلقي بقنبلة تشريحية كأن يقسم (بالزروق في ظهره) أن العينين لا تتصلان بالمخ لأن سعدون ولد الحاج الهادي يقوم باقتلاع عينيه (كالبطش) في كل حضرة....ولا تخلو الحجرة بطبع الحال من شخص (خمسيناتي) من النوع الذي يمقت الشباب و يؤمن بأن التكييف _مثله في ذلك مثل الدراسة الجامعية أو مزيل العرق_ ما هو إلا( بدع مفرخ) لن تستقيم الحياة إلا بتركها ...لذلك فإنه يحرص على إقفال جميع منافذ الهواء في الغرفة ثم الاندساس تحت  7بطاطين كي يتعفن في لذة وهو يحلم بيوم تقوم فيه أعمال شغب ليتمكن من تهشيم رأس شاب أو اثنين.
     وهكذا تمر بك الأيام...في الصباح يصدع رأسك دكتور يناقش حالتك مع عدد من طلبته التابعين لمذهب اللاأدرية (لا أدري..!) والذين يتبعونه في استسلام بريء كفراخ البط ولكن ما أن يتوارى عن الأنظار حتى يتباروا في تعذيبك بمحاولة تركيب خط وريدي بأيدٍ ثابتة الأعصاب كقط عالق في مخزن شعير يحترق...ويُقدم لك في الغذاء صحن شربة مشبوه المنظر, تنظر له في خوف ثم تتناول ملعقة يؤكد لك طعمها شكوكك المبدئية في كونها شربة (كنادر)..!! تبتلعها على كل حال, فأنت في حاجة شديدة للدفء كما أن وجود عدة كائنات حية سابحة في الشربة هو دليل على انخفاض سميتها...!!
     في المساء تتحول الغرفة إلى ( مزار) بما يملؤها من نساء مكتنزات ورجال غاضبين وصغار يتبولون أينما واتاهم ..وإذا اشتكيت للممرضة فإنها تنظر إليك من أعلى لأسفل على طريقة (نازك السلحدار) ثم تقول في اقتضاب :(كلَّم عبد المولى) , وهو رجل لا أحد يعلم وظيفته بالتحديد إلا أن وجوده ضروري لسير الأمور بسلاسة, تماما كبراد الشاهي الأزرق القديم عند الاحتضار أو الماء الساخن عند الولادة أو ذلك العبيط الواقف في مدخل خيمة العرس مناديا على الطبيخة....أما في الليل فيقلق نومَك ذلك المريض الذي يظل يذرع الممرات إلى الحمام في تكرار لا يفسره إلا ارتفاع سكر دمه لمستوى شنيع أو كونه رئيسا لجمعية هواة التبول...!

     ولأن المصائب في بلدنا تأتي في جماعات كالجراد أو الحنايات....فإنك لا تستلم ورقة خروجك من المستشفى وتبدأ أولى خطواتك خارجها حتى تجد نفسك قد ارتفعت فجأة عن الأرض ثم انطلقت في الهواء كلعبة (التيرا) عندما صدمتك الداتسون التي جاء بها عاشور لأخذك للبيت...تضحك من شر البلية وأنت تجد نفسك للمرة الثانية مكوما تحت قدمي عاشور الذي يفر متخذا مسار (زقزاق) هذه المرة متفاديا قباقيب حلومة...!!
     تستمر في الضحك وأنت تُحمل راجعا إلى المستشفى...تضحك أكثر وهم يرفضون إدخالك لأن إصابتك هذه المرة هي مسئولية المجمع...تكاد تموت من الضحك عندما تُلقى بأطرافك المهشمة في ركن منسي لأيام في انتظار توفر البلاتين و فراغ حجرة العمليات التي تشاهد المرضى ينقلون إليها تباعا وهم يربطون ركبهم متمتمين (مرحب بالجنة جت تدّنى..!!)...ولكن ما أن يأتي دورك لتدخلها, وتجد الجراح يتحسس ملامحك في تمعن حتى تخبو ابتسامتك تدريجيا وأنت ترفع عينيك للأعلى في آخر لحظات وعيك لتجد خليفة (الأعمى) ينظر للسقف وهو يهز رأسه ويحرك حاجبيه كـ(سيد درويش) سائلا من حوله: (قلتولي بنشيلوا منه الكلوة وشنو تاني....؟), فينقلب ضحكك رعبا للحظات ثم تسكن ملامحك للأبد.


كوميديا الطب البشري.. الحلقة الرابعة

(وانتصرت الخيمة على القصر...لفترة!!!)


(بابا بابا,, نوض وصلني للمدرسة)...


يوقظك هذا النداء من نومك الذي اعتدت عليه منذ أن تم تعيينك رئيسا للقسم خلفا للدكتور (خليفة الأعور) بعد أن فقد عينه السليمة اثر تراشق بالحجارة في مؤتمر الأخلاقيات الطبية, تفتح عينيك في تكاسل لتتأمل ابنك الذي رزقت به بعد 30 عاما من العزوبية, تصفعه في حرارة وأنت تلعن اليوم الذي استبدلت فيه كِليتك بتلك الشقة كي تأوي فيها أمه التي تحصلت عليها بالتقسيط...ترمي ابنك في المدرسة على عجالة وأنت نادم على عدم إلقائه عند (حمد البينسة) كي تضمن مستقبله ثم ترجع للمستشفى....
تتجول في القسم متأملا ملكك الجديد , تحيي رعيتك بإشارة من إصبعك بينما تتأمل ملفات المرضى باحثا عن أي (كرزة ) كما تلقي من حين لآخر بمريض أو اثنين من القسم كي تخلو بعض الأسرة ..فللعيادات عليك حق...!! وبالطبع فإنك لا تنسى أن توصي الدكتور (بِلية) بأن يأخذ حذره من عملاء خليفة الذين لم تكمل بعد اجتثاثهم من القسم....
 تدخل  مكتبك لتجلس أمام كمبيوتر الفاتح (والذي يعتبر ثاني أهم منتج محلي بعد القانطي) فقط لتطبع نتائج الامتحانات بالضغط على خيار (تظليل الكل).تمضي دقائق يفاجئك بعدها رنين النقال...ترد عليه لتجد أن مدير مدرسة ابنك يطلب منك الحضور لأمر طاريء.
تدخل لمدرسة ابنك وأنت تلعن أخواله الصينيين الذين لا بد أنه ورث منهم قلة الانتظام, تجلس مع باقي أولياء الأمور لتستمع للمدير وهو يشرح لك كيف أن ابنك قام مع عدد من الطلبة باشعال النار في احدى المدرسات, تستغرب هذه السادية في ابنك على الرغم من استنفاذك لجميع أساليب التربية من الكي و التجويع والصعق في تنشئته.
ترتفع وتيرة النقاش تدريجيا حسب العرف الليبي لتبدأ بعدها اللكمات بالتطاير, ونظرا لأنك تعتبر كنزا قوميا فإنك تجري للاختباء تحت الطاولة إلا أنك تفاجأ  بشخص يتجه نحوك وقد كوم قبضته ,ولكن لسبب ما فإنه يتوقف فجأة ويتجه نحو المدير, فالليبيون بشكل عام يجدون صعوبة في لكم أي شخص يرتدي بذلة, وربما يعود مرجع هذه العقدة إلى أيام الباشاوات, وبالطبع فإن المدير الذي يرتدي نفس (الهركة) منذ 15 عاما لم يستفد من هذه النقطة فظل رأسه يرتطم بالحائط طوال الربع ساعة التالية...
بعد أن يخفت الصراخ تطل برأسك من تحت الطاولة لترى الأجساد متناثرة في مشهد يذكرك بموقعة التحاليل الشهيرة التي فقدت فيها نقالك وفقد فيها الدكتور(خليفة) عينه الأولى, تلملم ما بقي من كرامتك وتفر راجعا للمستشفى, وما أن تدخل حتى تجد مشكلة أخرى بانتظارك, فأحد المرضى الذين طردتهم من القسم لتوفير المساحة اتضح أنه أحضر (بوطَي) في (طِهار) ابن الدكتور خليفة المخلوع (قداش منه خليفة هذا).. وبالتالي فإن المسألة أضحت مسألة كرامة للدكتور خليفة الذي أصر على الرجوع لرئاسة القسم على الرغم من فقده لكلتي عينيه, فالبركة في العلم كما يقول (على الرغم من أن جميع معلوماته يمكن وضعها على فلوبي ديسك), كما أن مدير المستشفى (متحشم) من الدكتور خليفة لأنه (ناداه في الطهار) كل هذا بالإضافة إلى  كونه أكبر منك في العمر يجعل من تنافسك معه على رئاسة القسم (عيبا وقلة احترام) على الرغم من احتواء مربوعتك على 2 كيلو شهادات.
وتكون النتيجة معروفة ..يناديك مدير المستشفى إلى مكتبه ليقول لك بأن الدكتور خليفة في مقام أبيك وأن (البركة في شيابيننا) فهم مصدر الحكمة .. ويكفيه فخرا أنه صاحب أول عملية زراعة زائدة في التاريخ..  ثم ينهي كلامه بأن يقول( هيا شد عمك خليفة من يده و وصله للقسم..!!).
في انكسار تلملم أشياءك وأنت ترى خليفة (يتحسس) مكتبه القديم في استمتاع...تحبس دمعتك وأنت تخرج متفاديا الدكاترة الذين توافدوا على المكتب لكأنه ضريح (سيدي خليفة)..وما أن تصل إلى الباب الخارجي حتى تطلق ساقيك للريح ...ومن خلفك يجري الدكتور (بِلية) الخائن  صارخا:
((شدوووووووووووووه.....سرق الكمبيوتر..!!))

كوميديا الطب البشري..الحلقة الثالثة


(الجمل في أوج قوته يسمى الجدع)



ربع قرن قد مر منذ امتهنت الصنعة ...25 عاما ارتقيت خلالها السلسلة الغذائية لتصل إلى قمتها ولتتمكن أخيرا من دخول الأعراس بالبذلة دون أن تصاب بـ( ليمة )غادرة و لتجلس على القصعة مع صفوة المجتمع من السماسرة و البزناسة فتأتيك اللحمة الإضافية بمجرد إشارة من إصبعك.....يا ليت أمك تراك الآن..!!
كم تمرمدت على يد الدكاترة والمرضى وعائلاتهم حتى مُحقت أحلامك و تحطمت كرامتك و أصبح همك الأول والأخير الانتقام ..نعم ...الانتقام من الطلبة لكل ما أصابك من إنقاص التن في سندوتشات الابتدائية , إلى القرفزة في الثانوية وأخيرا مسح البلاط بك في المستشفى ..فها أنتذا أصبحت على الجانب الآخر من المدفع ....فلتأتوا يا أحبائي الطلبة..!!
تجلس لتجهز نفسك للامتحانات لربما أكثر من الطلبة أنفسهم ...فلابد أن تثبت أنك كدكتور لديك معلومات أكثر من الطالب ...فللأسف هذه حقيقة غير مسلم بها في مجتمع يحوي دكاترة ( خليها في سرّك ) ....تقلب النشرات باحثا عن آخر الاكتشافات لتتهم الطالب بالإهمال لعدم معرفته إيّاها قبل اكتشافها...تفضل الآراء المتناقضة لأن الخطأ فيها مؤكد ...فمهما أجاب الطالب يكون بإمكانك دائما اعتبار الإجابة الأخرى هي الصحيحة و ( برّا اشكي ...!!).
ويأتي يوم الامتحان الشفوي ...معنوياتك مرتفعة بعدما سمعت عن حالات الإغماء أثناء الامتحان التحريري في اليوم السابق ...تدخل اللجنة منتظرا أولى الأضاحي .... لا تمضي لحظات حتى يدخل هذا الطالب المسكين متعثرا بلحيته وهو يطلق التحية بصوت متقطع يدل على أنه لم يكلم بشريا منذ شهور ...تفرح ..فهذه الفئة من الطلبة هي الأكثر عرضة للانهيارات العصبية عند الفشل مما سيعطيك مادة رائعة لترويها في المرابيع..!!
بعد 3 أسئلة بالضبط يجر الطالب المغمى عليه خارجا ليأتي الطالب الذي بعده ...شاب حليق الوجه مكوي البدلة يطلق التحية بصوت ثابت ....أي أنه باختصار غبي ولا يشكل تحدياً ...تسأله سؤالا بسيطا كي  لا تضيع الوقت... ولكن يحدث ما لم يكن في الحسبان ...حيث تسقط على رأسك الإجابة الصحيحة كالصخرة على رأس (ساسوكي) ...كيف يجرؤ هذا الصعلوك..؟...وهنا تشتعل المعركة بينكما سجالا لتنتهي بفوز صعب لك بسبب خطأ في قواعد اللغة ....لقد تغير الطلبة هذه الأيام ...ففي زماننا كان بالإمكان تمييز الطالب المذاكر من رائحته...!!!
 تتحسر على حظك وأنت تشاهد الطالب يخرج داعيا لك بالشفاء ..!! لماذا تُبتلى بالطلبة الأذكياء و الطالبات (المسلفرات) بينما تنعم باقي اللجان بالحمقى و الـ(......)؟ ولكن ما أن يدخل الطالب التالي حتى تدرك بأن حظك قد تغير ...فتاة يبدو من منظرها أنها كانت تدرس طوال العام فتمكنت من التزين للامتحان ... تعيد عينيك إلى محجريهما أولا ثم  تعطيها سؤالا بسيطا...فالفتيات مهيضات الجناح....كما أنه لا شيء يوقظ الشهامة الشرقية أكثر من رائحة (شانيل) الفرنسية ....ومع ذلك تأتيك الإجابة مرعبة (طاخ بووووم طربق كركااااف) كلمات لا علاقة لها ببعضها ولا بأي شيء إلا أن وقعها في الأذن كالموسيقى ...تحتسبها صحيحة باعتبار النقاط الفنية وتودعها مبشرا إياها بالنجاح ... ما أجمل أن يريح الإنسان ضميره بعمل الخير ..!!
تأتي استراحة الإفطار فتخرج لتأكل السندوتش على أنغام بكاء الطلبة الشجي ...وفجأة يقاطعك صوت طالب يضحك ...يعتريك الغضب وأنت تشهد هذا الاستهتار بقيم الطب ....أيصل الأمر إلى إظهار مشاعر إنسانية فاضحة من قبل شخص يُتوقَع منه أن يكون طبيبا في الغد القريب..؟ ..فتلقي السندوتش وتنطلق مطالبا أن يتم نقلك إلى تلك اللجنة    ( لتأخذ بثأر كُليب على ما يبدو..!!) .
يدخل الطالب التالي وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة بلهاء...  فحضرته قد سمع بأن هذه اللجنة سهلة...يلقي التحية بصوت بشوش فتنظر إليه باحتقار من أعلى لأسفل وتقول ( غير قعمز... توا يبانلك السلام اللي تطلق فيه) ترتسم على وجه الطالب تعابير هي خليط من الرعب و البرد والجوع ويتمتم في يأس ( آهو رجعنا لبلاد العور) ثم يخرج مباشرة ...ممتاز هذا الطالب ...فهم مغزى العملية التعليمية منذ البداية...
بعد أسبوعين تعلق النتيجة ...تضحك ملأ شدقيك و أنت ترى الطلبة وهم يتساقطون كالذباب (ما عدا ابن عم ولد خالة نسيب صاحب العجانة وفتاتين أو ثلاثة أنجحتهم كصدقة على روح الوالدة) ... ياااااااااااااه كم مضى على آخر ضحكة لك ...تقريبا خمس سنين منذ جمعت ثمن الشقة وقررت الزواج ...هذا طبعا قبل أن تمرض أمك فتصرف كل ما لديك على علاجها في تونس حسب الأصول المتبعة و تقرر الموت أعزبا ...لا يهم ... فمشاهد كهذه ستسليك إلى حين توفر زوجات بالتقسيط..

كوميديا الطب البشري...الحلقة الثانية

( يوم جاء البجع)


تنهيدة عميقة تصدرها عند رؤيتك للنتيجة..ها قد نجحنا بعد السهر و الإعياء و تخزريط الدكاترة ..نجحنا بعد أن اعتكفنا حتى نسينا لون السماء و رائحة الهواء.. نجحنا بعد أن نسينا وجود عالم آخر غير عالم الكتب و التركيزات ...فمن حقي أن أصرخ ..نجحنا نجحنا نجحنا !!!
( حاجة والله كبيرة ) يقولها أحد الأشخاص مقاطعا صرختك ... تشعر بالغضب للحظة ثم تقرر الترفع عن الرد عليه ..فأنت الآن دكتور و لا يجب أن تلتفت لأقوال العامة ..كما أنه من الممكن جدا أن ( تأكل طريحة ) تزيل ما تبقى من كرامتك ..فكلنا نعلم أن الطب لا يربي عضلات..
تذهب للمستشفى في أول يوم لك كطالب امتياز ...تلقي نظرة على هذا الصرح المكون من ثلاث طوابق كاملة و تتذكر ذلك الشعور بالرهبة الذي انتابك عندما رأيته لأول مرة ..فدراستك في الكلية لأربع سنوات لم تهيئ جهازك العصبي لتحمل أي ارتفاع عن مستوى سطح البحر..!
ترتدي معطفك الأبيض المكوي وتتبختر في الممرات حالماً...فهذا أقل ما تستحق بعد سنوات من العذاب ..و فجأة يقطع سيل أفكارك صراخ من خلفك (حول من الطريق يا فرخ..!! ) و طبقا لنمط تربيتك فإنك ستدرك أنك أنت المقصود بالفرخ فتبتعد بسرعة عن الطريق لتلاحظ ذلك العجوز الذي يجري حاملا ابنه الدامي بين ذراعيه ...بينما يتبعه ابنه الآخر بباقي أجزاء الضحية..!!
 تسرع إلى حجرة الطوارئ لتجد أن الممرضين قد ابتدءوا عملهم بالفعل , فهذا يجمع الأصابع من على الأرض وذلك يرجع العينين إلى مكانهما , فلا تجد ما تفعله غير أن تقف في الزاوية مكتفيا بالدعم اللوجستي...و لا تمر لحظات حتى يموت المريض, وهو أمر متوقع خاصة إذا تم احضاره على دفعات كما هو الحال هنا .. ومع ذلك تبقى المهمة البغيضة وهي  ابلاغ أهل المريض ...وهنا يلتفت إليك الممرضون في خبث و يلعبون على حقيقة أنك غر و مليء بعقد النقص فيستخدمون عبارات على غرار (عندك يا دكتور ... والله ما يقدّم حد إلا أنت ..!!) وهم يدفعونك باتجاه الباب ...فتعدل نظارتك و تسوي ياقتك ثم تخرج إلى صالة الانتظار لتجد الأب متهالكا من الحزن ...فتمسك كتفيه قائلا (البقية في عمرك يا حا...) ولا تكمل عبارتك حتى يغشي عينيك ضوء قوي تنتبه بعده لتجد أنك مكوّم في زاوية الغرفة و الدماء تنساب بغزارة من أنفك الذي اختلط بفمك إثر لكمة وجهها لك الحاج بقوة أسطورية يصعب تخيلها ..... وفي لحظات يتقافز من في الغرفة للإمساك بالحاج الذي يرغي و يزبد و يتوعدك بالويل و الثبور , بينما تتصارخ النساء داعيات على كل من يسكن بيتكم حتى القطط...فحسب وجهة نظرهم أنت المسئول عن موت ابنهم بجهلك و إهمالك وليست الحافلة التي داست على رأسه ثلاث مرات..
تجر نفسك إلى نقطة الشرطة آملا باسترجاع جزء من كرامتك .. ولا تدخلها  حتى تجد أنها ممتلئة بوجهاء عائلة المريض و عقلائها (الذين اختبئوا كالجرذان أثناء المعركة ) و قد جاءوا لإقناعك بالتنازل عن حقك و إيثار الحل السلمي و أن ما حدث لا يتعدى كونه لحظة غضب بسيطة  قد أدت إلى تهشيم وجهك ...تستغرب كلامهم و أنت ترى الوالد و أبناءه من بعيد و هم يشيرون إليك و يمررون أصابعهم على أعناقهم مهددينك بالذبح.... ومع ذلك تحاول تناسي ما رأيت و تقرر التوقيع على التنازل كأي مواطن ليبي صالح يخشى التعرض لمزيد من الطرائح...!!
بعد نصف ساعة تخرج من غرفة الطوارئ وقد تم فصل ملامحك عن بعضها...تلتفت يمينا و يسارا لتتأكد من عدم وجود أحد من أسرة المريض ثم تتسلل إلى القسم لتكمل مناوبتك الليلية ...وبينما تجلس حزينا مراقبا طريق الصراصير السريع تسمع صوتا من خلفك فتلتفت لتجد (فرفور) ينظر إليك في حنان وقد صعبت عليه ...و فرفور هذا لمن لا يعرفه هو كبير قبائل (القناطشة) التي نزحت إلى المستشفى على خلفية أعمال التطهير العرقي التي طالتها في المدينة.....يغيب حضرته للحظة ثم يأتيك بقطعة من اللحم يبدو أنها من قدم المريض في السرير(3) ....تلتقط القطعة لتعيد إلصاقها و أنت تتفكر في أصالة هذا المدعو (فرفور).... فالرعاية و الاهتمام التي أولته إياها  إدارة المستشفى منذ استقبلته وعائلته بصدر رحب قد أثمرت فيه حس الشهامة و الكرم تجاه أولئك الأقل منه حظا..!!
في منتصف الليل تسمع من ينادي عليك فتذهب لتجد رجلا ينظر إليك باحتقار وهو يلقي إليك بابنه الذي انتبه الآن فقط إلى كونه يختنق منذ الصيف الماضي وقرر إحضاره إلى المستشفى ...تحاول فحص الابن والتغاضي عن إهانات الأب التي يلعن اليوم الذي أنزل من قدره ليأتي إلى هذا المستشفى القذر على الرغم من أنه يرتدي (كاط) يبدو من منظره أن صاحبه السابق لقي حتفه رميا بالرصاص..... و في النهاية تقوم بكتابة وصفة طبية رغم يقينك بأنه سيلقيها مع ابنه في إحدى زويا البيت لحين شحنه إلى تونس كي تعاينه البروفيسورة (صوفيا) المشهود لها بـ(إمكانياتها) المتقدمة..

و ما أن يطلع الصباح حتى تجر رجليك إلى البيت مفكرا.... أهذا ما درستَ لأجله سبع سنين.؟؟ هاأنتذا دكتور فاقد للاحترام بمرتب أقل من الراتب الضماني لجارتك (عويشة العمشة) التي طلقها زوجها لأنها تربي الدجاج تحت السرير....هل مجتمعنا مستعد لتقبل فكرة وجود طبيب تحت الخمسين ولا يكوي كل من جاءه ولو حتى زائرا..؟ لماذا نواجه بالكراهية لمجرد أننا ليبيون في حين يقابل المغتربون بالاحترام حتى  لو كانوا أجهل من أحذيتهم..؟ لماذا لا نُعذر إذا أخطأنا ..؟ فقد درسنا على أيدي دكاترة أحضرتهم الجامعة على ما يبدوا (بالكيلو) دونما أي اعتبار لمقدرتهم الأكاديمية .. وشرّحنا جثة واحدة يتم افتراسها عشوائيا منذ 9 سنين حتى لم يعد من دليل على كونها لكائن بشري سوى أيْمان الدكتور...أما تجهيزات المعامل فهي كالعادة (ناقصة) وحتى الموجود منها مبني على تقنيات تم هجرها منذ توفى خروتشوف..!! كل هذا مضغوط داخل كلية تم اختصارها إلى حجم  ( حوش عربي) و يتزاحم عليه في المتوسط 200 طالب و طالبة في كل سنة  معظمهم لا يستحق حتى المرور بجانب كلية طب و لم يدخلها إلا لزوم البريستيج او  كي لا يزعل (البابا)...!! 
وفي النهاية تصل إلى البيت وتستلقي في السرير  يائسا من حياتك , إلا أنك تتذكر نصيحة جدك ( لا تيأس يا بشَار ...ابحث عن أمك) فتقرر تناسي المصاعب و العمل بمنصبك الجديد على تغيير الوضع وقلب مفاهيم المجتمع, فترتفع معنوياتك و تبتسم على الرغم من فقدك لنصف أسنانك ثم تغط في النوم آملا في غد أفضل دون أن تدري أنّ الأيام  ستبدي لك صحة ما قاله لك أبوك قبل وفاته (هه كان صار منّك يا حميدة..!!).





كوميديا الطب البشري...الحلقة الأولى

( العلم في الصغر ...كالحرث في البحر)


( لأخذ العلم :بعض مشاهد هذه الحلقة خيالية ولا تنطبق إلا في مدينة  مصراتة)
الساعة 8:45 دقيقة
تستيقظ ثقيلا متكاسلا في أول أيام الكلية ...فقد ثبتت رؤية هلال الدراسة في اليوم السابق ..ولمن لا يعرفه فهو نفسه هلال رمضان...!!
 تجلس قليلا على حافة السرير الذي لم يكد يسخن بعد....تحاول أن تقنع نفسك بأن الدراسة لها فائدة... ثم تنهض متثاقلا نادما على شربك للحليب في السحور ..فالكل يعلم أنه بعد 4 دجاجات و 2 كيلو مكرونة (على طولها) لا يبقى متسع للحليب في المعدة..!!
تكرر سيناريو كل يوم ...تلتقط ملابسك من على الأرض وكتبك من تحت أكوام الغبار...غسل الوجه و الأسنان أصبحا رفاهية لا تملك لها وقتا...تتجه مباشرة إلى السيارة وتجبر محركها المتجمد على أن يعمل تحت وطأة وابل من السباب ثم تنطلق بها كالصاروخ آملا من الله أن يبعد المرور و البيجو عن طريقك..!!
تصل إلى الكلية ...هذا إن لم تخطئها و تتجه إلى محل (فريفر) الأكبر منها حجما .. ولكن فرص حدوث ذلك قد قلت الآن بفضل لافتة الصيدلية (آسف..أقصد الكلية) و التي أصبح من الإمكان بواسطتها تمييز الكلية المموهة بعناية.
توقف السيارة في الخلاء أمام الكلية .. ولا تنسى طبعا ترك ورقة تفيد بأن مسجل السيارة غير موجود وذلك من باب التهذيب ..فليس من اللائق أن تضيع وقت اللصوص في(قفع) السيارة..
تدخل من الباب مسرعا ..يفاجئك وجه صبوح على طريقة زكيا زكريا قائلا (بخ ..علق البطاقة) وهي إحتياطات أمنية تم اتخاذها بعد إضافة المفاعل النووي الجديد لمبنى أبحاث الخلايا السرطانية و علوم الفضاء الواقع في منور الكلية ..(تحت أنتينة ليبيانا بالزبط), و ما أن تدخل القاعة حتى تلاحظ أن جميع الكراسي محجوزة بالتواتر( عن فلانة ..عن علانة ..عن أم صبحي النظَافة) إلا أنه بقليل من الحظ المدعوم بالتلسين أو صحة الوجه قد تعطف عليك إحدى الأخوات (أدامهن الله) بكرسي في الجهة الأمامية ..
أما إن كنت من المغضوب عليهم أو (الشينين) فستجد نفسك مجابها بالتكشيخ (الفقيِر ما يحبه حد..!) .... مما  يجبرك على الجلوس في الجهة الخلفية المتمتعة بنوع من الحكم الذاتي والتي تستخدم بشكل عام في النوم و تعاطي الكاكوية (وهي تختلف قليلا عن الكوكايين..!) وكذلك في إكمال كراسات المحاضرات على طريقة واجب الرياضيات في حصة العربي وذلك لبعدها عن مجال الدكتور السمعي و البصري..!!
و تبدأ المحاضرة... الفهم ينحصر في أول نصف ساعة فقط..و لسوء الحظ فإن الدكتور غالبا ما يقضيها في التنحنح و الإحماء .. وما أن يبدأ الشرح حتى تجتاحك أعراض تتفاوت ما بين الدوار البسيط المصحوب بالهرش إلى المغص الحاد.. وبانتهاء الساعة الأولى تبدأ الأفكار الشيطانية بالتوافد عليك لتغريك بالخروج للإفطار أو الانتحار... خاصة إذا تحصلت على دعوة مغرية للذهاب إلى ( الخليج ) من قبل بعض الطلبة طيب الله ذكرهم ..
وإذا ما تمكنت –بقليل من الإيمان و نتش الأصابع- من الصمود خلال الساعة الثانية فإنك ستلاحظ انخفاضا ملحوظا في ضربات قلبك مما يؤدي إلى نقص تدفق الدم إلى الدماغ لتبدأ حالا في الهذيان لاعنا الطب و علمائه من (روبرت كوخ ) و (لويس باستير) و (وليام هارفي) و (زكي جمعة ) ...مين زكي جمعة ده..؟؟
و أخيرا و بضرب من الإعجاز تنتهي المحاضرة لتتدافع مع الطلبة خارجا..تقبل بلاط الممر فرحا بنجاتك ثم تبصق التراب من فمك و تسرع خارجا لتستوفي السبعة أشواط اليومية حول الكلية..
ثم تبدأ المحاضرة الثانية .. قلة هم الحضور ممن استمسكوا بالعروة الوثقى أو ممن تبلدت أحاسيسهم و أصبحت الأمور عندهم (كيف طابت كيف انحرقت) ليكملوا ساعتين أخريين ناسفين بذلك نظريات علم النفس التي تقسم بأغلظ الأيمان أن مدة ساعة في كل محاضرة هي الحد الأعلى لتحقيق أفضل نسبة من التحصيل العلمي ..هذه النظريات التي فندها (فطاحلنا) بدعوى أنها وضعت لكتاكيت الغرب و ليست لـ (تريسنا المحصحص).!!
و أخيرا يأتي آخر جزء من برنامج التعذيب اليومي..ألا وهو العملي ..فيدخل دكتور من دفعة (الفارابي) حاملا نفس الشرائح التي درسها حضرته أيام الجامع (آسف..أقصد الجامعة) ...اللهم إلا بعض الاختلافات الناتجة عن التعرية و التمحميس الذي طالها إبان الحكم العثماني الأول والثاني..
أمل كاذب يدفعك للنظر في المجهر رغم يقينك أنك لن ترى إلا قهرتك ...طالب مغفل بجانبك يتصنع الفهم قائلا :   (هنيييييييييييييييييييييييي ما تشبحش فيها ..!!) ليتضح أنه كان يشير إلى كسر في الشريحة..
في خطوة يائسة تنادي على الدكتور ..فيعدل نظارته و يصفي نيته ثم يطلق قريحته ساردا على مسامعك كلاما ما أنزل الله به من سلطان ...تهز رأسك في بلاهة و لسان حالك يقول (شوقني الدوة ) ثم تجامله قائلا (آآآآآآه فهمت) و ما أن يلتفت حتى تستغفر الله على الكذب و ( تنتش ) الشريحة لتميزها في الامتحان...!!!
ينتهي العملي ...تخرج متباطئا هذه المرة ..فكثرة النفخ و عدم الإفطار استنفذا ما لديك من قوة ...تلتصق مع أصدقائك على السطح الخارجي للكلية لتضربك الشمس بعد 6-8 ساعات من التحلل اللاهوائي داخل الممرات..و ما أن تقوى عليك شمس القائلة و يعمل فيك الجوع عمله حتى تجر نفسك إلى السيارة لتذهب إلى البيت و تنخمد إلى المغرب..!!
تستيقظ على صوت الوالدة تدعوك للطعام ..(تدفس) ما تيسر ثم تفتح الكتاب أمام وجهك مجاملة لها بعد تعبها ..(غير على من تكذب..؟؟) وما أن تمر دقائق حتى يبدأ المفعول المسكن للكتاب بالتأثير على جهازك العصبي لتسقط كالعفطة إلى صباح اليوم التالي ولتبدأ بذلك حلقة جديدة من كوميديا الطب البشري...

كوميديا الطب البشري ...المقدمة

التعريف بكلية الطب البشري جامعة 7 اكتوبر


الموقع:

تقع الكلية في منطقة الشواهدة بين خط طول ''43 '04 ْ15 شرقا, و خط عرض ''59 '22 ْ32 شمالا...على مساحة توازي مساحة ملعب كرة قدم (للخماسيات طبعا).


التجهيزات :
كمية من المجاهر والدوارق بالمعامل .. وتم مؤخرا إضافة (انتينة ) ليبيانا ومجموعة من (الهناجر) لاستيعاب طلبة الأسنان.


أهم أعلامها:
(عبسي) وهو الجثة الموجودة بمعمل التشريح..ويعتبر أقدم الموظفين بالكلية إذ يتم تشريحه منذ افتتاحها عام 1997ف.


النظام الإداري:
ويعتبر فريدا من نوعه في ليبيا, إذ يتميز بالخفة والقابلية على التكيف.حيث بإمكانه العمل بأي عدد من أعضاء هيئة التدريس.
-المرحلة ما قبل السريرية:
وتتميز هذه المرحلة باعتمادها بروتوكول (الأقسام المتطايرة) الذي تم ابتكاره في فرنسا إبان الاحتلال النازي للهروب من جواسيس الغستابو, حيث تم في هذا البروتوكول اختصار القسم إلى شخصين فقط دون مقر:
الشخص الأول: يسمى مجازا (الدكتور) ويقوم بتلاوة نص المادة على الطلبة وذلك لنقص عدد الكتب أثناء الاحتلال..
الشخص الآخر: وهو ضابط اتصال مع إدارة الكلية التابعة للمقاومة السرية,اسمه الكودي (رئيس القسم) وتكون هويته مجهولة إلا لبعض الإداريين, وتتلخص مهامه في حمل (الختم المقدس) للقسم وإخفائه عن أعين الجواسيس.


-المرحلة السريرية:
وهذه المرحلة لا تعتمد مبدأ التقسيم المنطقي للمادة إلى مفردات, حيث أن هذا التقسيم يتطلب تنظيما, وهو ما يتعارض مع المبدأ التأسيسي الكلية...ولذلك تعتمد الكلية مبدأ منح الحرية للطلبة على طريقة (النحلة الشغالة) حيث ينتشر الطلبة في القسم باحثين عن الحالات المهمة اعتمادا على غريزتهم..وإذا ما وجد أحدهم حالة مهمة فإنه يعود إلى باقي الطلبة و يؤدي رقصة معقدة تدل حركاتها على مكان الحالة اعتمادا على ارتفاع الشمس واتجاه الرياح.


الإنجازات:
تخريج 5 دفعات بمعدل 100 طبيب في كل دفعة, مما يساهم في تغطية احتياجات مستشفيات مصراتة العديدة.