(الجمل في أوج قوته يسمى الجدع)
ربع قرن قد مر منذ امتهنت الصنعة ...25 عاما ارتقيت خلالها السلسلة الغذائية لتصل إلى قمتها ولتتمكن أخيرا من دخول الأعراس بالبذلة دون أن تصاب بـ( ليمة )غادرة و لتجلس على القصعة مع صفوة المجتمع من السماسرة و البزناسة فتأتيك اللحمة الإضافية بمجرد إشارة من إصبعك.....يا ليت أمك تراك الآن..!!
كم تمرمدت على يد الدكاترة والمرضى وعائلاتهم حتى مُحقت أحلامك و تحطمت كرامتك و أصبح همك الأول والأخير الانتقام ..نعم ...الانتقام من الطلبة لكل ما أصابك من إنقاص التن في سندوتشات الابتدائية , إلى القرفزة في الثانوية وأخيرا مسح البلاط بك في المستشفى ..فها أنتذا أصبحت على الجانب الآخر من المدفع ....فلتأتوا يا أحبائي الطلبة..!!
تجلس لتجهز نفسك للامتحانات لربما أكثر من الطلبة أنفسهم ...فلابد أن تثبت أنك كدكتور لديك معلومات أكثر من الطالب ...فللأسف هذه حقيقة غير مسلم بها في مجتمع يحوي دكاترة ( خليها في سرّك ) ....تقلب النشرات باحثا عن آخر الاكتشافات لتتهم الطالب بالإهمال لعدم معرفته إيّاها قبل اكتشافها...تفضل الآراء المتناقضة لأن الخطأ فيها مؤكد ...فمهما أجاب الطالب يكون بإمكانك دائما اعتبار الإجابة الأخرى هي الصحيحة و ( برّا اشكي ...!!).
ويأتي يوم الامتحان الشفوي ...معنوياتك مرتفعة بعدما سمعت عن حالات الإغماء أثناء الامتحان التحريري في اليوم السابق ...تدخل اللجنة منتظرا أولى الأضاحي .... لا تمضي لحظات حتى يدخل هذا الطالب المسكين متعثرا بلحيته وهو يطلق التحية بصوت متقطع يدل على أنه لم يكلم بشريا منذ شهور ...تفرح ..فهذه الفئة من الطلبة هي الأكثر عرضة للانهيارات العصبية عند الفشل مما سيعطيك مادة رائعة لترويها في المرابيع..!!
بعد 3 أسئلة بالضبط يجر الطالب المغمى عليه خارجا ليأتي الطالب الذي بعده ...شاب حليق الوجه مكوي البدلة يطلق التحية بصوت ثابت ....أي أنه باختصار غبي ولا يشكل تحدياً ...تسأله سؤالا بسيطا كي لا تضيع الوقت... ولكن يحدث ما لم يكن في الحسبان ...حيث تسقط على رأسك الإجابة الصحيحة كالصخرة على رأس (ساسوكي) ...كيف يجرؤ هذا الصعلوك..؟...وهنا تشتعل المعركة بينكما سجالا لتنتهي بفوز صعب لك بسبب خطأ في قواعد اللغة ....لقد تغير الطلبة هذه الأيام ...ففي زماننا كان بالإمكان تمييز الطالب المذاكر من رائحته...!!!
تتحسر على حظك وأنت تشاهد الطالب يخرج داعيا لك بالشفاء ..!! لماذا تُبتلى بالطلبة الأذكياء و الطالبات (المسلفرات) بينما تنعم باقي اللجان بالحمقى و الـ(......)؟ ولكن ما أن يدخل الطالب التالي حتى تدرك بأن حظك قد تغير ...فتاة يبدو من منظرها أنها كانت تدرس طوال العام فتمكنت من التزين للامتحان ... تعيد عينيك إلى محجريهما أولا ثم تعطيها سؤالا بسيطا...فالفتيات مهيضات الجناح....كما أنه لا شيء يوقظ الشهامة الشرقية أكثر من رائحة (شانيل) الفرنسية ....ومع ذلك تأتيك الإجابة مرعبة (طاخ بووووم طربق كركااااف) كلمات لا علاقة لها ببعضها ولا بأي شيء إلا أن وقعها في الأذن كالموسيقى ...تحتسبها صحيحة باعتبار النقاط الفنية وتودعها مبشرا إياها بالنجاح ... ما أجمل أن يريح الإنسان ضميره بعمل الخير ..!!
تأتي استراحة الإفطار فتخرج لتأكل السندوتش على أنغام بكاء الطلبة الشجي ...وفجأة يقاطعك صوت طالب يضحك ...يعتريك الغضب وأنت تشهد هذا الاستهتار بقيم الطب ....أيصل الأمر إلى إظهار مشاعر إنسانية فاضحة من قبل شخص يُتوقَع منه أن يكون طبيبا في الغد القريب..؟ ..فتلقي السندوتش وتنطلق مطالبا أن يتم نقلك إلى تلك اللجنة ( لتأخذ بثأر كُليب على ما يبدو..!!) .
يدخل الطالب التالي وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة بلهاء... فحضرته قد سمع بأن هذه اللجنة سهلة...يلقي التحية بصوت بشوش فتنظر إليه باحتقار من أعلى لأسفل وتقول ( غير قعمز... توا يبانلك السلام اللي تطلق فيه) ترتسم على وجه الطالب تعابير هي خليط من الرعب و البرد والجوع ويتمتم في يأس ( آهو رجعنا لبلاد العور) ثم يخرج مباشرة ...ممتاز هذا الطالب ...فهم مغزى العملية التعليمية منذ البداية...
بعد أسبوعين تعلق النتيجة ...تضحك ملأ شدقيك و أنت ترى الطلبة وهم يتساقطون كالذباب (ما عدا ابن عم ولد خالة نسيب صاحب العجانة وفتاتين أو ثلاثة أنجحتهم كصدقة على روح الوالدة) ... ياااااااااااااه كم مضى على آخر ضحكة لك ...تقريبا خمس سنين منذ جمعت ثمن الشقة وقررت الزواج ...هذا طبعا قبل أن تمرض أمك فتصرف كل ما لديك على علاجها في تونس حسب الأصول المتبعة و تقرر الموت أعزبا ...لا يهم ... فمشاهد كهذه ستسليك إلى حين توفر زوجات بالتقسيط..
كم تمرمدت على يد الدكاترة والمرضى وعائلاتهم حتى مُحقت أحلامك و تحطمت كرامتك و أصبح همك الأول والأخير الانتقام ..نعم ...الانتقام من الطلبة لكل ما أصابك من إنقاص التن في سندوتشات الابتدائية , إلى القرفزة في الثانوية وأخيرا مسح البلاط بك في المستشفى ..فها أنتذا أصبحت على الجانب الآخر من المدفع ....فلتأتوا يا أحبائي الطلبة..!!
تجلس لتجهز نفسك للامتحانات لربما أكثر من الطلبة أنفسهم ...فلابد أن تثبت أنك كدكتور لديك معلومات أكثر من الطالب ...فللأسف هذه حقيقة غير مسلم بها في مجتمع يحوي دكاترة ( خليها في سرّك ) ....تقلب النشرات باحثا عن آخر الاكتشافات لتتهم الطالب بالإهمال لعدم معرفته إيّاها قبل اكتشافها...تفضل الآراء المتناقضة لأن الخطأ فيها مؤكد ...فمهما أجاب الطالب يكون بإمكانك دائما اعتبار الإجابة الأخرى هي الصحيحة و ( برّا اشكي ...!!).
ويأتي يوم الامتحان الشفوي ...معنوياتك مرتفعة بعدما سمعت عن حالات الإغماء أثناء الامتحان التحريري في اليوم السابق ...تدخل اللجنة منتظرا أولى الأضاحي .... لا تمضي لحظات حتى يدخل هذا الطالب المسكين متعثرا بلحيته وهو يطلق التحية بصوت متقطع يدل على أنه لم يكلم بشريا منذ شهور ...تفرح ..فهذه الفئة من الطلبة هي الأكثر عرضة للانهيارات العصبية عند الفشل مما سيعطيك مادة رائعة لترويها في المرابيع..!!
بعد 3 أسئلة بالضبط يجر الطالب المغمى عليه خارجا ليأتي الطالب الذي بعده ...شاب حليق الوجه مكوي البدلة يطلق التحية بصوت ثابت ....أي أنه باختصار غبي ولا يشكل تحدياً ...تسأله سؤالا بسيطا كي لا تضيع الوقت... ولكن يحدث ما لم يكن في الحسبان ...حيث تسقط على رأسك الإجابة الصحيحة كالصخرة على رأس (ساسوكي) ...كيف يجرؤ هذا الصعلوك..؟...وهنا تشتعل المعركة بينكما سجالا لتنتهي بفوز صعب لك بسبب خطأ في قواعد اللغة ....لقد تغير الطلبة هذه الأيام ...ففي زماننا كان بالإمكان تمييز الطالب المذاكر من رائحته...!!!
تتحسر على حظك وأنت تشاهد الطالب يخرج داعيا لك بالشفاء ..!! لماذا تُبتلى بالطلبة الأذكياء و الطالبات (المسلفرات) بينما تنعم باقي اللجان بالحمقى و الـ(......)؟ ولكن ما أن يدخل الطالب التالي حتى تدرك بأن حظك قد تغير ...فتاة يبدو من منظرها أنها كانت تدرس طوال العام فتمكنت من التزين للامتحان ... تعيد عينيك إلى محجريهما أولا ثم تعطيها سؤالا بسيطا...فالفتيات مهيضات الجناح....كما أنه لا شيء يوقظ الشهامة الشرقية أكثر من رائحة (شانيل) الفرنسية ....ومع ذلك تأتيك الإجابة مرعبة (طاخ بووووم طربق كركااااف) كلمات لا علاقة لها ببعضها ولا بأي شيء إلا أن وقعها في الأذن كالموسيقى ...تحتسبها صحيحة باعتبار النقاط الفنية وتودعها مبشرا إياها بالنجاح ... ما أجمل أن يريح الإنسان ضميره بعمل الخير ..!!
تأتي استراحة الإفطار فتخرج لتأكل السندوتش على أنغام بكاء الطلبة الشجي ...وفجأة يقاطعك صوت طالب يضحك ...يعتريك الغضب وأنت تشهد هذا الاستهتار بقيم الطب ....أيصل الأمر إلى إظهار مشاعر إنسانية فاضحة من قبل شخص يُتوقَع منه أن يكون طبيبا في الغد القريب..؟ ..فتلقي السندوتش وتنطلق مطالبا أن يتم نقلك إلى تلك اللجنة ( لتأخذ بثأر كُليب على ما يبدو..!!) .
يدخل الطالب التالي وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة بلهاء... فحضرته قد سمع بأن هذه اللجنة سهلة...يلقي التحية بصوت بشوش فتنظر إليه باحتقار من أعلى لأسفل وتقول ( غير قعمز... توا يبانلك السلام اللي تطلق فيه) ترتسم على وجه الطالب تعابير هي خليط من الرعب و البرد والجوع ويتمتم في يأس ( آهو رجعنا لبلاد العور) ثم يخرج مباشرة ...ممتاز هذا الطالب ...فهم مغزى العملية التعليمية منذ البداية...
بعد أسبوعين تعلق النتيجة ...تضحك ملأ شدقيك و أنت ترى الطلبة وهم يتساقطون كالذباب (ما عدا ابن عم ولد خالة نسيب صاحب العجانة وفتاتين أو ثلاثة أنجحتهم كصدقة على روح الوالدة) ... ياااااااااااااه كم مضى على آخر ضحكة لك ...تقريبا خمس سنين منذ جمعت ثمن الشقة وقررت الزواج ...هذا طبعا قبل أن تمرض أمك فتصرف كل ما لديك على علاجها في تونس حسب الأصول المتبعة و تقرر الموت أعزبا ...لا يهم ... فمشاهد كهذه ستسليك إلى حين توفر زوجات بالتقسيط..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق